كلمة السيد رئيس مجلس الأعيان في حفل التكريم
كلمة السيد عبد الرؤوف الروابدة رئيس مجلس الأعيان الجديد الذي ابتدأ به حفل تكريمي بتاريخ 26/12/2013 بعد انتهاء مهامي كرئيس للمجلس
نحتفي اليوم بالأخ الكبير دولة الأستاذ طاهر المصري، المبرر الظاهر انتهاء رئاسته لمجلس الأعيان، أما المبرر الواقعي فهو التقدير والعرفان لسياسي أردني حكيم، تقلد المسؤولية وتولى جميع المواقع المتقدمة منذ ما ينوف على خمسة وأربعين عاماً، تسلم خلالها رئاسات ثلاثة؛ الحكومة والأعيان والنواب، الأمر الذي لم يتكرر في عمر الدولة إلا مرة واحدة.
نقدر خدماته الجليلة، ونحترم إنجازاته في كل المواقع. اختلفنا معه قليلاً، واتفقنا كثيراً، عرفناه أردنياً مخلصاً وفياً في كل مسؤولية تولاها، عروبي التوجه كما كل الأردنيين، متحرر الفكر بوعي على الواقع والمأمول، كانت معظم مواقعه بخيار القيادة الأردنية الرائدة التي تقدر المسؤول بدوره وإنجازه كمواطن أصيل، وبعضها كان بخيار شعبي من كل الأردنيين.
تمتعت بالاحترام والتقدير، على جميع المستويات، ومن جميع الفعاليات الأردنية في هذا الوطن الطيب، كنت صادقاً مع نفسك ومع وطنك، قلت آراءك بصدق وجرأة، من وجهة نظرك التي لك فيها حق التعبير المطلق، وأحبك الكثيرون لهذه المواقف، وما ارتهنت أبداً لمحاولات المتاجرة بعناصر التأزيم في هذا المجتمع الوطني الواحد الموحّد.
زاملتك في مواقع عديدة، فكنت نعم الزميل ونعم الرئيس.وتعاونّا بشرف ومسؤولية، وكانت خلافاتنا نادرة وهامشية، كسبت فيك صديقاً أدعو الله أن تدوم هذه الصداقة لمصلحة الأردن الوطن الغالي علينا جميعاً، ولمصلحة فلسطين قضيتنا المركزية في الأردن.
ليس في هذا التكريم الذي يقيمه لك مجلس الأعيان بكل ذواته، محاولة وداع، فستبقى إلى جانبنا في مجلس الأعيان، نحترم الدور الذي أديته، ونحتاج الى رأيك في جميع المواقف، فلا تبخل علينا به، نحن نقدر الإخلاص، ولذا نقدر كل من أدى دوره وهنا نذكر بإجلال كل من سبقك في رئاسة مجلس الأعيان، وندعو لهم بالصحة والتوفيق. أنت سياسي أردني تبقى على واجهة العمل السياسي، فالسياسي الحقيقي والصادق، لا تقرر دوره ومواقفه المواقع الرسمية التي يشغلها، فقد خبرتها جميعاً؛ وإنما يقرر هو دوره الوطني بالكلمة والموقف والتنظيم.
ندعو المولى أن يوفقك وأن يمتعك بموفور الصحة والعافية، أنت والأسرة الكريمة، وإلى لقاءات مستمرة ومثمرة بعون الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته