تأبين جلالة الملك الحسين
في جلسة غير رسمية لمجلس الأعيان عقدت في 15/2/1999 ألقى فيها الأعيان كلمات مختصرة تعبر عن مشاعرهم
صعب أن نقرأ تاريخ رجل عظيم في كلمة قصيرة، وصعب أن نوفيه حقه في دقائق، لقد أغنانا قولاً وفعلاً، وهذا ما عبر عنه كل أردني من حزن عميق على الفراق، وحب غامر وصادق للقائد، وعرفان وفضل للحسين في تشكيل حياتنا كأفراد ومؤسسات ومجتمع ودولة.
ويكفينا قولاً وفعلاً، ما أظهره العالم، بكل دوله وأقاليمه الجغرافية، ومذاهبه السياسية والقومية والفكرية، عندما أتى الجميع ليقدم الاحترام، ويظهر مشاعر المحبة والصداقة والاعتراف بالجميل، وكذلك الحزن والأسى على رحيل الحسين.
ويكفينا قولاً وفعلاً، تلك التغطية الواسعة لوسائل الإعلام العالمية قاطبة دون استثناء، لهذا الحدث الجلل ولمعانيه، والتي تعكس مكانة الحسين في هذه الدنيا.
كل هذا كان أبلغ من أي كلام أو قول.
وتضافرت هذه العناصر الثلاث: الوطن والمواطن الأردني والعالم والإعلام، لتكريم الراحل العظيم في تظاهرة لا مثيل لها، وغير مسبوقة في تاريخ العالم، جعلت من الحسين ملكاً للقلوب في كل بقعة من بقاع العالم، وجعلت عمان عاصمة الدنيا، وأدخلت الأردن إلى كل بيت في أنحاء المعمورة.
ونحن نودع الحسين، نستشرف المستقبل بأمل وحماس وتفاؤل، وندعو لجلالة الملك عبدالله الثاني بالتوفيق، فهو خير خلف لخير سلف.
ونعاهده على السير معه، يداً بيد، لترسيخ دولة المؤسسات، وتحقيق العدل والمساواة وتكافؤ الفرص، وتعزيز النهج الديمقراطي، فهذا الوطن لكل أبنائه، وكلنا شركاء في حمايته ورفعة شأنه.
ولكي نبقى مخلصين لذكرى الراحل العظيم، علينا أن نقف صفاً واحداً متكاتفين متضامنين، لتحقيق تلك المبادىء والأهداف.
رحم الله الحسين وأسكنه فسيح جنانه، ووفق على دروب الخير والسؤود جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.