Image
Image

عيد استقلال المملكة الاردنية الهاشمية الرابع والستون

ألقيت هذه الكلمة في 25/5/2010 بصفتي رئيساً لمجلس الأعيان

 

صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم،

 صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبد الله المعظمة،

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

 

المجد للاردن الأشم إذ يحتفل اليوم بعيد استقلاله والمجد للوطن الاردني الغالي إذ يستعيد اليوم وبكل الطهر والنقاء ذكرى الاستقلال ومسيرة البناء والانجاز بهمة شعب واحد موحد حر وحكمة وقيادة ملوك هاشميين كرام، ما كانوا يوما إلا الأنبل نهوضا بالواجب المقدس نحو الوطن والأمة وقضاياها فالرحمة في يوم الاستقلال لصناعهالأفذاذ ولشهداء الوطن الخيرين الابرار.

 

هو الأردن ثمر طيب للثورة العربية الكبرى وما كانت أبدا ثورة ضد حاكم أو طالب لمنصب على حساب عذابات اخرين وإنما هي ثورة قادها الهاشميون دفاعا عن كرامة العرب وتحريراً لإرادة العرب في زمن ساد فيه الظلم وتراجعت قوة المنطق أمام سطوة منطق القوة وجبروت الاستعمار.

  فانبرى الهاشميون ومعهم أحرار العرب يدفعون الظلم طلبا للحرية والغاية الأسمى لكل هذا، دولة عربية إسلامية كبرى ولمصلحة العرب والمسلمين جيلا إثر جيل.

 

وجاءت الظروف ومجريات المصالح الاستعمارية معاندة لهذا الحلم العربي الكبير.

 

وظل الوطن الاردني الغالي برغم ذلك نواة خير لطموح عربي أكبر.

 

ومـــن هنا أخذ البرلمان الاردني العريق اسم "مجلس الامة" وأخذ الجيش الاردني الباسل اسم "الجيش العربي"وهذا بالضرورة تأكيد عملي على بعد النظر وسمو النظرة عند من أسسوا ومن بنوا ومن أحرزوا الاستقلال ومن صانوه وعظموا الإنجاز في ظله وتحت راياته عبر شراكة وطنية هي الأسمى والأجل من كل فكر انعزالي هدام.

ويرحل المستعمر عن بلادنا العزيزة وتتشكل المسيرة الوطنية الأردنية بهمة القيادة وعطاء الشعب كله وتنهض المملكة الاردنية الهاشمية بجناحيها على ضفتي النهر المقدس وتتعدد الحروب والنكبات والهجرات ويصبح الاردن موضع رهان الكثيرين في هذا العالم.

 

أيبقى ام لا يبقى ويكسب الاردن الرهان كله وتتجذر قيم الوحدة بين الأخ وأخيه على هذا الثرى العربي الأردني الطهور على قواعد العدل والمساواة والشراكة الكاملة ويؤدي كل مواطن رسالته الشريفة في خدمة الاردن الغالي ويسهم الجميع في بنائه وتعظيم منجزاته ويفوق المنجز حدود الوصف برغم ندرة الموارد وقلة الامكانات وتتسامى قيم العيش الكريم بين الناس جميعا ليكونوا أردنيين جميعا من اجل الاردن وفلسطينيين جميعا من أجل فلسطين وعربا خيرين شرفاء من أجل العرب ومسلمين كراما متسامحين من أجل الإسلام وعظمة الإسلام، إنها المعجزة الاردنية.

 

صاحب الجلالة، من حقنا أن نزهو بعيد استقلال وطننا الاردني العزيز وأن نعبر عن خالص اعتزازنا بقيادة جلالتكم وأنتم تعملون مع شعبكم في تكريس دولة القانون والمؤسسات وتأصيل مجتمع العدل والحرية والمساواة وترسيخ قيم التسامح ونبذ الفتن والفوضى والخروج على القانون والنظام واشاعة ثقافة الحوار سبيلا لتشكيل القناعات وتوظيف العلم نهجا لتحقيق المنجزات وتأصيل الإيثار بديلا رائعا للتعصب والاستئثار.

 

على ضفاف الاستقلال وبين يديه نستلهم معالم طريقنا في الحاضر ونحو المستقبل ونسعى صادقين بإذن الله لصون استقلالنا المجيد وحماية وطننا الحبيب وتعظيم منجزاته واثقين أن لا خيار أمامنا إلا إن نتشبث بسلامة قوة جبهتنا الداخلية باعتبارها الضمانة الأولى والأهم لوجودنا ولقوة وطننا فنعظم مقومات وحدة صف شعبنا الواحد في ذات المشهد الوطني الرائع الذي أعطانا عبر العقود وطنا رائعاً واجب علينا ان نحميه.  

 

صاحب الجلالة، مبارك هو الاستقلال باذن الله ومبارك أنتم وشعبكم الطيب الكريم بعون الله وهم حول عرشك المكين يلتفون ولعيونكم صاحب التاج يهتفون وبين الهتاف الخير والالتفاف الخير عهد لم ولن ينقطع أبدا باذن الله وهم جميعا أردنيون شرفاء خيرون يجمعون ولا يفرقون من أجل عيون الاردن الوطن تتجافى جنوبهم عن المضاجع سهرا على الحاضر والمستقبل على حد سواء وكل عام وصاحب الجلالة والأردن الغالي والشعب الأردني النبيل بخير.

 

 

Term of use | Privacy Policy | Disclaimer | Accessibility Help | RSS

eMail: info@tahermasri.com Tel: 00962 65900000

Copyright @ 2015 Taher AlMasri the official web site, All Right Reserved

Image