Image
Image

النزاهة وحقوق الإنسان

كلمة القيتها في ندوة بدعوة من المركز الوطني لحقوق الانسان عقدت في فندق الموفنبيك البحر الميت بتاريخ 23/9/2011 بصفتي رئيساً للجنة الحوار الوطني

 

السلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهْ، واسمحوا ليَ ابتداءً، أنْ أتقدمَ منَ المركزِ الوطني لحقوق الإنسانْ، بالشكرِ على المبادرهْ لعقدِ هذا اللقاءِ المهمْ. فالنزاههَ كقيمةٍ عُظمى، سواءً على صعيدِ الانتخاباتْ أوْ غيرِها من أنشطةِ الحياهْ، هي المقدمةُ الأساسْ، لِكُلِّ سُلوكٍ قويمٍ يمارسهُ الإنسانْ، وبصورةٍ تعززُ الثقةَ العامةَ في المجتمعاتْ، وتؤطرُ العلاقة البينيةَ بين الأفرادِ والجماعاتْ، وبين الشعوبِ وحكوماتِها، بما يحقق مصالحَ الجميع، دونَ استثناءْ أو فرزٍ أو تعصبٍ أو إقصاءْ، وما شابه منْ ممارساتٍ شائنة.

 

وفق هذا الفهم العصري الواضحْ، جاءتْ توصيةُ لجنةِ الحوارْ الوطنيْ، بتأسيس هيئةٍ مستقلةٍ للانتخاباتْ، ليسَ من باب نزعِ الصلاحياتِ منْ أحد، ولا على أسـاسِ التشكيكِ بنزاهةِ أحد، وإنما لأنَّ تجلية النزاهةِ والشفافيةِ على أُصولها، باتــــــــــــــــت تقتضي ذلك في هذا الزمانْ. وهو زمانٌ لم تَعُدْ فيهِ أسرارٌ مكتومـهْ، حتى على مستوى ما كان يُسمى سابقاً بأسرار الدولة، والعالم اليوم، لم يعد حتـــــــــى قريةً صغيرهْ، كما كان يُقالْ، وإنما هو أشبه ما يكونْ، بشاشةِ عرضٍ كُبرى، تفتحُ الآفَاقَ رحبـةً، لِلجاهلِ والمتعلمِ، وللقريب والبعيد على حدٍّ سواءْ، لأنْ يرى وأن يسمعَ وأنْ يستنتجْ.

 

لم يَعُدْ سراً، أن مسيرتَنا الإنتخابيهْ، في هذا البلد الطيبْ، خالطها الكثيرُ من الشكِّ والتشكيكْ، وتضاربتْ فيها المعلوماتُ والإشاعاتْ، وعلى نَحوْ أسهمَ وبوضوحْ، في زعزعةِ ثقةِ الكثيرينَ بالحكوماتْ، وقراراتها وإجراءاتها، وأوجدَ حالةً منَ ألجدلِ السلبي بينَ الكثيرينْ وهذا واقعٌ لا بُدّ وأنْ نُقرَّ بمرارتهْ، ولا بُدّ أن نبحث لـــهُ عن معالجةٍ حكيمة، خاصةً ونحنُ نسعى جميعاً، من أجل إصلاحٍ وطنيٍ شاملْ. إصلاحٍ يجعل الديمقـــراطيةَ الحقهْ، سلوكاً عاماً ونهـج حياة، إصلاحٍ يستفزُ مشاعرَ الأردنيين جميعاً، للمشاركهْ، والانخراط الكامـل وعن قناعة وثقة، في النشاط العام للدولهْ، وفي قطاعيها، العامِّ والخاصْ. إصلاحٍ يشعرُ معهُ كلُّ مواطنْ، أنهُ جـزءٌ أساسيٌ فــــــي المسيرة لا على هوامِشها، أو هو في غير حساباتها. هي معادلةٌ سهلة، نعم هي معادلةٌ سهلة، عندما تٌفضي القراراتُ والإجراءاتُ وسائرُ السياساتْ، إلى تأصيل قيم النزاهةْ، والعدالةِ، والحريـة، والمساواهْ، ليتجلـــــىَّ الوطن كُلُّهْ، باعتبارهِ القيمةَ الأسمى في ذهنية كُلِّ مواطنْ. وعِندها، أجزمُ ككثيرين، أننــــا قادرونَ بعونِ اللهْ، ثُمَّ بهمةِ قيادتنا الهاشمية الحكيمـــــةْ، وبعطاءِ شعبنا الكريمْ، على تجاوز سائـــر التحدياتْ، وتحقيق كل الانجازات المطلوبة، وعلى تحصينَ دولتنا ضد كُــلِّ المؤثرات، وفي مواجهةِ مُختلف التقلبـــاتْ، ومــــــا أكثـــــــــَرها، في القــريب والبعيد معاً.عندما تكون اللحمةُ الاجتماعية في بلدنا، غيــــــرَ قابلـــةٍ للاختراقْ، وعندما يكون الوضوحُ والشفافية، سبيلُنا في القولِ والعملِ والقرار. أُدركُ أن الهيئة المستقلة للانتخابات، وإِذْ تتصدَّى لأهمِّ وأسمـى مَهمَّة، تحتاج لإنجازِ المهمة، إلى إرادةٍ سياسية، تمنحها كامل الحريةِ والاستقلاليةِ والحيادْ، وأنا واثقٌ من حتمية أن يكون المُخَرجُ لِعملِها.في مصلحةْ الوطن والمواطن على حد سواءْ. ومتى توفرتْ للهيئهْ، تلك المتطلبات، فلا بُدَّ، وأنْ ينعكس نتاجُ نشاطها إيجابياً، على الأردن العزيز كُلِّهْ، عندما تكون  قادرةً على إقناعِ المواطنِ الفردْ، بأنّ النزاهةَ هي محور هذا النشاط، وأن الحياديةَ التامة، هي هاديها إلى العمل وأنه لا تـــزوير لإرادة الشعب بعد اليوم، وإلاّ فسنظلُّ نُعاني من إتساع هذه الثقة بين الحاكم والمحكوم، وسنظَلُ ودونمامُبررٍ منطقي، ندور في حَلقةٍ مُفرغه، نتبادلُ الاتهاماتْ، ونُسهمُ في تقزيم صورةِ بلدنا، داخلياً وخارجياً معاً،وهو أمرٌ لا يُقــــرُّبه عاقل، أو نابه يقرأ الحاضر والمستقبل.

 

كما يجبُ أنْ يُقرأَ، ويستوعب دروس ما يجري حولنا، فنحـــــن لَسنا في جزيرةٍ معزولةٍ عــن عالِمنا، والنابهونَ وحدهُمْ، هم من يستشعرون مخاطر أخطائهم، ويعملون باخلاص، على تلافيها تماماً، تحصيناً لمجتمعاتهمْ وأوطانهم، ضد النكساتِ والتقلباتِ والتحدياتْ.

 

أسأل الله العلي القدير، أنْ يكتب لبلدنا الازدهار والاستقرار، وشكراً لكم جميع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

Term of use | Privacy Policy | Disclaimer | Accessibility Help | RSS

eMail: info@tahermasri.com Tel: 00962 65900000

Copyright @ 2015 Taher AlMasri the official web site, All Right Reserved

Image