Image
Image

خطاب في حفل تكريمي بانتهاء مهامي كرئيس مجلس أعيـــان

أقام رئيس مجلس الاعيان الجديد السيد عبد الرؤوف الروابدة حفلاً تكريمياً على شرفي بمناسبة انتهاء مهامي كرئيس لمجلس الأعيان.وحضر التكريم رئيس الوزراء د.عبد الله النسور، ورئيس النواب المهندس عاطف الطراونة ورئيس الديوان الملكي الدكتور فايز الطراونة، ورئيس المجلس القضائي السيد هشام التل ورئيس المحكمة الدستورية السيد طاهر حكمت ورئيس ديوان المحاسبة الدكتور مصطفى البراري ورئيس هيئة مكافحة الفساد السيد سميح بينو ورئيس الهيئة المستقلة للانتخاب السيد رياض الشكعة ورئيس مجلس الاعيان الأسبق السيد احمد اللوزي  وجميع اعضاء مجلس الاعيان.اقيم هذا الحفل يوم 26/12/2013 في نادي الملك حسين.

 

قبل أربع سنوات بالتمام والكمال، وقفت هنا في المكان ذاته، عندما كان مجلس الأعيان يكرم علماً من أعلام السياسة والتشريع في المملكة؛ دولة السيد زيد الرفاعي، وشكرت دولته على دوره الكبير في الحياة السياسية الأردنية، واستذكرت فضله.

 

اليوم، يتكرر المشهد ذاته. فالصديق والأخ ورجل الدولة عبد الرؤوف الروابدة (أبو عصام)، جمع هذا الحشد المهيب، وهذه الأجيال من السياسيين، من عميدنا وكبيرنا دولة أحمد اللوزي، إلى دولة سمير الرفاعي، تحت هذا السقف. فدولة أبي عصام، وأنتم جميعاً، تعيدون تجسيد أخلاق رجال الـــدولة، في ظل المنهج الهاشمي الذي نعتز به جميعاً، حيث يسود التواصل والتوافق والاحترام المتبادل، وليس الكيدية أو التآمر. وهذا هو الأمر الطبيعي. أعتز بشهادتك بحقي. وأجزم أن زمالتنا كانت خير مثال على التفاهم المشترك والتعاون البناء. كما أجزم أننا قدنا مسيرة مجلس الأعيان بشراكة وطنية نزيهة، بالرغم من بعـــض الخلافات الطبيعية في الرأي في بعض الأحيان. وهي خلافات لا شك أنها لأجل الوطن لا على الوطن. وأنا على يقين تام من أنك ستقود مسيرة المجلس بالروحية ذاتها. وأتمنى لك ولسائر الزميلات والزملاء التوفيق والسداد في النهوض بالواجب، خدمة للوطن والعرش.

 

لقد كان نبراسبا وموجهنا في كل الأمور وفي كل المواقف، صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني.فهو الذي قاد عملية الإصلاح منذ بدايتها، وكنا نلهث وراء مسيرته الإصلاحية وأفكاره. وأقول لأولئك الذين كانوا يتهامسون حول مواقفنا، أن رأي وموقف جلالته كانا يحددان الطريق، ويحددان لنا السقف.وكنا دائما نترسم خطى جلالته ونحاول أن نترجم أفكاره، كما يجب أن تكون أخلاق سياسينا ورجالاتنا.

 

أريـــد أن أقول في هذا الموقف، وأمام أعيان الوطن، إن مواقفــي وآرائي التي أدافع عنها وأدفع بها، منزهة عن أي غرض، وبعيدة عن كل الأجندات، سوى الأجندة الوطنية ومصلحة الوطن والشعب، ولا شيء غير لك. وكـــان رأيي وموقفي ذا وجه واحد؛ أقول ما أؤمن به فـــي الغرف المغلقة وفي الفضاء الفسيح، سواء بسواء. وقد طبقت على نفسي قبل غيري، أدق معايير الصدق والنزاهة مع النفس ومع الشعب ومع المسؤولين كذلك.كما طبقت والتزمت معايير وطنية لا رجعة عنها ولا رياء في تبنيها والإيمان بها؛ تؤمن بالأردن الوطن والهوية، وبالأردن المقر وليس الممر، كما تؤمن بالشعب وبالقيادة الهاشمية، وتؤمن بالديمقراطية والإصلاح، وتؤمن بدولة المواطنة وبمدنيتها، وتؤمن أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى نحن الأردنيون، وأن الأمة العربية هي وعاؤنا الإنساني والحضاري والثقافيوالتاريخي.

 

بوضوح تام، وبصراحة لم أعهد غيرها في حياتي، فأنا لست معنياً أبداً ولا أُعير أدنى اهتمام إطلاقاً لأي تأويلات أو تفسيرات أو غمزات قد تكون صدرت بحقي من هنا أو هناك، ولست أرى فيها سوى شطحات سطحية طائشة لا تدرك الحقيقة أبدا، لا أقول في هذا المجال غير أن تاريخي وإرث عائلتي وإيماني بالأردن الوطن الغالي والأرض والشعب والقيادة، أعمق وأكبر من كل التأويلات، وهي ثابت لا يعلو عليه ثابت آخر في حياتي.       

 

ومن نعم الله عليّ أني حظيت بثقة الراحل العظيم الحسين طيب الله ثراه، وعملت تحت جناحيه مدة 27عاماً وتخرجت من مدرسته السياسية، كما حظيت بثقة جلالة الملك عبدالله الثاني، والحفاظ على الثقة الغالية واجب يملأ نفسي وضميري ووجداني. أخيراً، أقول أمامكم، رجال الدولة وأعيان الأمة، بالصوت العالي وبالفم الملآن، إنني مرتاح الضمير، أعتز بأردنيتي وهويتي. فأنا ابن المدينة والقرية، وأنا ابن البادية والمخيم، وأنا ابن الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.

 

وبإذن الله، عندما يحين موعد الرحيل، فإنني سأدفن في ثرى الأردن، وفي مقام أمين الأمة أبي عبيدة عامر بن الجراح، لأكون على مشارف فلسطين، وقريباً من مسقط الرأس نابلس.

 

شكرا من قلب لم يعرف غير الحب. شكراً من ضمير حي بإذن الله، وللتاريخ أقول، إن طاهر المصري مجرد مواطن جندي أردني مخلص، يعشق الأردن أولاً، وفلسطين الحبيبة والعروبة، وليس في حياته عشق آخر.

 

 

Term of use | Privacy Policy | Disclaimer | Accessibility Help | RSS

eMail: info@tahermasri.com Tel: 00962 65900000

Copyright @ 2015 Taher AlMasri the official web site, All Right Reserved

Image