Image
Image

كلمة في الحفل الرمضاني لجمعية حماية القدس الشريف

كلمة القيت في الحفل الرمضاني السنوي الذي اقامته الجمعية في فندق حياة عمان بتاريخ 2/7/2015 باعتباري رئيساً لهيئتها الإدارية

 

باسم جمعية حماية القدس الشريف وباسمي شخصياً، أشكركم على حضوركمهذه الأمسية الرمضانية.نحن نلتقي هنا الليلة كي نغني للقدس تحية لأبنائها الصادقين الصامدين هناك في وجه نظام الاحتلال العنصري الذي يعمل بجهد كبير على إلغاء الصفة الإسلامية والمسيحية عن المدينة المقدسة. وللأســـف الشديد لا تلقى القدس من عربها ومسلميها إلا الدعم الإنشائي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، إسرائيل تستبيح القدس وتسرقها بلاطة بلاطة، ونحن مسلمين ومسيحيين، ننظر إلى ذلك بعيون فارغة. 

 

ومن هنا كان إنشاء جمعية حماية القدس الشريف قبل ما يزيد عن 20 عاماً كي نعمل قــدر استطاعتنا على دعم صمود الأهل فيها، خاصة داخل المدينة المسورة. ونحن نرمم البيوت الأقرب إلى كنيسة القيامة والمسجد الأقصى حتى نساعد السكان على البقاء في أرضهم وبيوتهم مقاومين إغراءات الملايين من الدولارات التي يدفعها الأفراد والمؤسسات اليهودية من كافة أنحاء العالم.

 

نحن في هذه الليلة نطلب منكم مساعدتنا في الإبقاء على هذا البرنامج، وهو أضعف الإيمان. وسوف تشرح لكم السيدة شروق العارف نشاط الجمعية وما أنجزته من ترميم للبيوت.

 

وعلينا أن ننبه إلى أن الدعم المقدم للقدس والمقدسيين على المستوى العربي والإسلامي ما زال دون المستوى المأمول. وهو الدعم الواجب تقديمه لتمكين المقدسيين من الصمود. وهذا الدعم له أوجه كثيرة سواءًأكان لدعم الانسان الفلسطيني وصموده في القدس أم لدعم المكان والمحافظة عليه من محاولات التهويد المستميت التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني.

 

السيدات والسادة،

لا بد لي أن أعرض أمامكم بعض ما تتعرض له القدس وما يحاك من مؤامرات حولها.فنحن نلتقي اليوم في ظل أحداث جسام تعصف بمنطقتنا العربية وعمقنا الإسلامي، تعاني منها معاناة شديدة قضيتنا الفلسطينية وبخاصة القدس والمسجد الاقصى.

وما يدور في المنطقة من تحولات عاصفة وملتهبة ما هو إلا نتيجة تراكمية لاغتصـــاب فلسطين والسعي لإستكمال المشروع الصهيوني بإقامــة إسرائيل التوراتية. وتصفية -ولا أقول حل-القضية الفلسطينية. ومن الضروري أن نعلم بما يجري في الإقليم ومدى ارتباطه المباشر بفلسطين وبالقدس.

 

علينا أن نعمل بجد لمواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية تحت مسميات كثرت في الآونة الأخيرة، وإسقاط أية حلول تهدف إلى ترحيل القضية الفلسطينية إلى الجعبة الصهيونية. وهذا يعني تظافر الجهود العربية والإسلامية لإنهاء حالة الانقسام والتشرذم الطائفي التي نعيشها.

 

ليس من نافلة القول أن الاتفاق الامريكي الإيراني أصبح جاهزاً، وأن كلاً من الولايات المتحـــــدة وحلفاؤها الأوروبيون وإيران تعطيه أهمية استراتيجية قصوى، وسيتغير بالتالي مناخ الإقليم والتوازنات تغييراً جذرياً.

 

تقاوم إسرائيل هذا الاتفاق لأنها تعتبر أنه يعزز مصالح إيران ويقويها في المنطقة، وهذا الأمر في غير صالحها على المدى القريب - أو هكذا تدعي - وهي في نفس الوقت لا تستطيع منعه، وستطلب ثمناً للسكوت عن هذا الاتفاق لتمريره، والثمن ستدفعه القضية الفلسطينية، إذا استمر الوضع على ما هو عليه، كما دفع الشعب والوطن والقضية الفلسطينية هذا الثمن عبر 67 عاماً من الكذب والتلاعب والخلاف والتآمر.

 

وسوف تبدأ حكومة نتنياهو تطبيق برنامجها السياسي الذي نجحت هي والأحزاب اليمينية المتعصبة على أساسه في الانتخابات الاخيرة، ومنها ضم المستوطنات وتوابعها إلى إسرائيل والسير في تنفيذ مخطط يهودية الدولة الأمر الذي يعني إغلاق كافة الأبواب أمام حلول سلمية وعادلة. وأول نتائج هذا المخطط هو رفض إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وقتل حل الدولتين وكذلك القضاء على مفهوم الدولة ثنائية القومية، والاستيلاء الكامل على القدس ومشاركة المسلمين في الحرم القدسي الشريف كمرحلة أولى. وغيرها من الإجراءات. ولن تلتفت إسرائيل إلى أي تنديدات أو احتجاجات لردعها، لا بل ستستثمر انهيار النظام العربي والاقتتال الطائفي والانقسامات المحيطة في المنطقة لتقوم بكل ذلك دون ضجيج.

 

في هذا السياق، سوف يتم إغراء الأردن بالوعود الاقتصادية والسياسية. وإنني على ثقة تامة أن قيادتنا الهاشمية والشعب الاردني لن يقبلوا أو يلتفتوا إلى حلول فيها مس بالثوابت الدينية والهاشمية وبثوابت الدولة الأردنية. لقد ولي المقدسيون والفلسطينيون الهاشميين على القدس والحرم القدسي الشريف. وهذه مسؤولية دينية وإسلامية عربية أردنية فلسطينية نعتز بها، نهض بها الهاشميون بإصرار وسنحافظ وإياهم عليها.

هذه المواقف تجاه القدس وفلسطين هي مواقف مبدئية، ولكنها في نفس الوقت هي لحماية الأمن الوطنـــي الأردني، إذ إن يهودية الدولة وإجراءات إسرائيل، ستشكل خطراً على فلسطين كما هو على الأردن.

 

إن أمننا سيكون مهدداً، ما دامت الصراعات الإثنية والمذهبية والطائفية قائمة ومشتعلة في الإقليم.ولا توجد بوادر تلوح في الافق تظهر بوضوح أن الوضع يتجه للحسم، الأمر الذي يتطلب وقتا ليس بالقصير لإعادة الأمور لوضعها الطبيعي.

 

سيداتي وسادتي،

تخطط اسرائيل لاستكمال سلب ما تبقى من الأرض الفلسطينية خلال العشرين سنة القادمة وضمها، وتقوم بذلك تدريجيا حتى تصل الى مبتغاها في إنشاء دولة إسرائيل من البحر الى النهر.

 

إن إسرائيل تدس السم بالدسم، وها هي تزودنا بالغاز وتعقد معنا اتفاقاً حول تقاسم قناة البحرين الأحمر والميت، وترحب بإنشاء مناطق حرة بين البلدين في غور الاردن، فحذاري.

 

أما داعش والنصرة وغيرها، فإنها فقاعات وسوف تنتهي بانتهاء مهمتها في تقسيم المنطقة إلى دويلات أثنية وطائفية والتي في النتيجة تساهم في تصفية القضية الفلسطينية.

 

 

سيداتي وسادتي،

أرجو أن تقضوا معنا ليلة أنيسة في هذا الجو الوطني والتراثي، لنؤكد للعالم أن ظالماً لن يستطيع البقاء طويلاً في القدس.

 

شكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

Term of use | Privacy Policy | Disclaimer | Accessibility Help | RSS

eMail: info@tahermasri.com Tel: 00962 65900000

Copyright @ 2015 Taher AlMasri the official web site, All Right Reserved

Image